بسبب مقال .. هكذا ردت وزارة الخارجية على الصحفي عثمان ميرغني – شاهد


الأستاذ عثمان ميرغني
لك تحياتي وتقديري،،،
اطلعت على عمودك المقروء الذي تمنّيت فيه على الحكومة لو أنّها صَمَتت في مُقابل البيان الأمريكي الأخير. وددت لو أنّك ما كتبت هذه النصيحة البعيدة تماماً عن عالم الدبلوماسية وأعرافها. فالصّمت ليس خياراً عندما يلتقي وزراء الخارجية رَسميّاً أمَام الكَاميرات. فإمّا أن يصدر البلدان بياناً مُشتركاً joint communique أو يتشارك الوزيران الفُرصَة الإعلاميّة التي يُتيحها لقاؤهما بِمَا يُسمى joint media opportunity فيقول كل منهما مَا يَرغب في قوله.



ومن الواضح أنّ البلدين قد اتّفقا على الخيار الثاني، فهو الأقرب إلى طبيعة علاقتهما في هذه المَرحلة. فأصدرت الخارجيّة الأمريكيّة بياناً رَدّت عليه الخارجية السُّودانية بخبر صحفي يُوجز ما حَدَثَ مع تَعليقٍ لم يَزد على جُملةٍ واحدةٍ. وقد جَاء بالتّالي غَايةً في الاقتضاب. وكذلك جاء غَايةً في المَوضوعيّة. فبينما أعرب بيان الخارجية الأمريكية عن استعداد واشنطن للانخراط مع الخرطوم في مَرحلةٍ جَديدةٍ من التّفاوض لرفع اسم السُّودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، رَحّبَ خبر الخارجية السُّودانية بذلك الإعلان. إذ ليس من الوارد أن يتجاهله. كما أنّه من الطبيعي أن يقتصر البيان السُّوداني على مَا يُناسب الفُرصة الإعلامية المُشتركة لا أن يغوص في مُرافعةٍ حَاشدةٍ بالتفاصيل.
وقد ذكرت أنّ بيان الخارجية السُّودانية يتقطّر فرحاً ويتحدّث عن نصرٍ وشيكٍ. وكم وددت لو أنّك أشرت إلى الفَقرات التي تُشير إلى ذلك في البَيان السُّوداني الذي اقتصر فقط على الترحيب بالإعلان الأمريكي.
الأستاذ عثمان
من حَق الصحافة أن تكتب ما تشاء. وعلينا أن نحترم لها ذلك الحق، طالبت به أمريكا أم لم تُطالب. لكنه من حقنا أن نُطالبها أن تنظر إلينا بحيادٍ وموضوعيةٍ. وليس دوماً من وراء نظارة سوداء.

السفير بابكر الصديق محمد الأمين
الناطق الرسمي لوزارة الخارجية



=====

أشكر السفير بابكر على رَده، لا يَمنعنا اختلاف الرأي أن نقدر ما أورده وسعة صدره لتقبل الرأي الآخر.. ولكن..

خلاصة ما أردت أن أقوله إنّ مَطلوبات وَاشنطن للتّطبيع كلها تندرج تحت عنوان (شُؤون سُودانية) والأجدر أن تكون هُمُومنا نحن لا هُمُوم المُجتمع الدولي.. فالإنسان المَقصود في عبارة (حُقُوق الإنسان) هو إنسان السُّودان لا هاييتي.. ولكن بكل أسفٍ يَظل غَالبية نَشاطنا الدُّبلوماسي الخَارجي مُركّزاً في درء هذه الوصمة.. وسَبقَ أن كتبت هُنا عشرات المَرّات أنّ ما تتصدّى له وزارة الخارجية هو من صَميم عمل الداخلية والعدل.. فلماذا نخسر مَرّتين؛ الأولى تطفيف مكيال حقوق إنساننا السُّوداني والثانية في هَدَرَ المال والجُهد والوقت دبلوماسياً فِي مَا يَجب أن نفعله بلا حَاجةٍ للضغوط الخَارجيّة.



لا بُدّ؛ يَا سعادة السّفير من تَغيير عَقيدة عَملنا الدُّبلوماسي.. سألت سفيرنا في داكار عادل بانقا، ما هي أهم موارد دولة السنغال؟ فاجأني بإجابة من كلمة واحدة (الدبلوماسية)..!

عثمان ميرغني – التيار

إرسال تعليق

0 تعليقات